بروفيلم: ما حكم التصوير وهل التصوير الفوتوغرافي حرام أو حكم التصوير الفوتوغرافي بالجوال ؟! هذه التساؤلات يتم طرحها من قبل الكثير ممن يحب ممارسة هذه الهواية أو المهنة. ونحن هنا بصدد مناقشة الموضوع من ناحية علمية وأخلاقية.
ونحن كمصورين علينا ان نلتزم أخلاق المهنة ورعاية حقوق الآخرين عند مزاولتها. فهناك تصوير محرم بالفعل. و حكم التصوير الفوتوغرافي ممنوع في هذه الحالات من الناحية الأخلاقية والقانونية كما من الناحية الدينية.
وطالما أن الهاتف الجوال أصبح عبارة عن كاميرا في متناول الجميع، هنا لابد من الحديث عن الضوابط الأخلاقية التي تنافي قيم مجتمعاتنا المسلمة وغير المسلمة.
الكثير من الشباب يعتبر حكم التصوير من المواضيع الحساسة ويثير حولها تساؤلات حول حرمتها. وذلك استناداً إلى أحاديث نبوية أو روايات. وقد أصبحت هذه الفكرة رائجة بين الشباب العربي. لكن مصطلح التصوير تاريخياً يرتبط بشكل وثيق بالتصوير اليدوي باليد والنحت بحسب تراثنا الإسلامي.
ويرى الكثير من فقهاء المسلمين أن التصوير بالآلة كما يعبرون عنه “بذي الرّوح (الإنسان أو الحيوان)”، أو غيره من النبات والجماد جائز. فلا مشكلة فيه، ولكن يجب ألا يكون مصاحباً لعمل محرم. إذا المشكلة ليست في أصل التصوير باستخدام الكاميرات وإنما في العمل المحرم.
الضوابط الأخلاقية لمهنة التصوير
فعلماء المسلمين يحرمون تصوير الأعمال الجنسية التي تصدر عن الغير سواء أكان مسلماً أو غير ذلك. وفي الانترنت نشهد انتشار الكثير من الصور التي يتم استخدامها أو ابتزاز أشخاص بعد تصويرهم خلسة. والهدف فضح هؤلاء الأشخاص والتشهير بهم. وهذه الحالة محرمة عند كل علماء المسلمين.
كما لا يجوز تصوير غير الناس من وثائق وأماكن بهدف التجسس ومراقبة الآخرين. وهو عمل محرّم في نفسه، وأخذ الأجرة عليه حرام، كما ولا يجوز تصوير الأشياء أو الأماكن التي لا يرضى أصحابها أو المشرفون عليها بتصويرها، وفاعل ذلك عالماً متعمّداً آثم، إذا كان في التصوير إضرار بذلك الشّيء، أو بالمشرفين عليه من ناحية أمنيّة أو تقنيّة، كما أن أخذ الأجرة عليه حرام”.
لانريد الخوض في الجانب الفقهي لأنه ليس من اختصاصنا، لكننا هنا في بروفيلم نريد التركيز على الجانب الأخلاقي لمهنة التصوير. فالبعض يتحدث عن حرمة تصوير الأعراس والرقص والغناء. وهذا موضوع نتركه للمذاهب الإسلامية وحكمها الشرعي.
لكننا هنا نؤكد أن من أخلاقيات مهنة التصوير احترام الخصوصية. فلو طلب منا صاحب عرس تصوير فرحه لا يجوز لنا كمصورين نشر الصور أو الأفلام عبر التواصل الاجتماعي دون اذنه. لأنه ائتمن على خصوصيته معنا، ونلاحظ أن بعض المصورين يحاولون الترويج لأنفسهم عبر نشر صور العرائس عبر انستغرام وباقي منصات التواصل الاجتماعي. وهذا العمل من حيث أخلاق المهنة مرفوض دون الحصول على إذن من صاحب العمل.
أما موضوع الرسم اليدوي أو النحت لتصوير الأشخاص أو الأشياء فهو أيضاً ليس من اختصاصنا كمنصة وموقع متخصص بالتصوير. لذلك نتركه لأصحاب الشأن وله أيضاً قوانين وضوابط متعلقة بأخلاق المهنة.
حاولنا في هذا المقال قدر المستطاع تسليط الضَّوء على موضوع يشغل الكثيرين من المهتمين بالتصوير والمحترفين. ونحن هنا نؤكد أننا طرحنا الموضوع من الجانب الأخلاقي لمهنة التصوير.
والآراء الواردة في هذا المقال لا تعبِّر بالضرورة عن رأي موقع بروفيلم، وإنما عن رأي صاحبه.
الكاتب: نبيل حجازي