أبحاث في الإعلام, الإعلام

قنوات الأطفال التلفزيونية خطر حقيقي يهدد مستقبل أولادكم ويعرضهم للإصابة بمرض التوحد

بروفيلم: أصبحت شاشات التلفاز في العالم العربي تغص بالقنوات الغنائية الموجهة للأطفال من بينها قناة طيور الجنة وقناة كراميش، دون رقابة حقيقية تقيم المحتوى الذي من المفترض أن يكون هادفاً ومدروساً من الناحية النفسية والتربوية، وتناسب المجتمع العربي الموجهة لأطفاله.
ولا يمكن إخفاء حقيقة أن هذه القنوات حققت الثروات لأصحابها بسبب الدعاية التي تستهدف الأطفال وذويهم أيضاً وشكلت نافذة لأصحاب المنتجات التجارية للوصول إلى الطفل بشكل مباشر لاقناع أهله في شراء لعبة أو صنف من الطعام أو لباس معين.
وتركز هذه القنوات على الأغنية كمادة أساسية لجذب الأطفال، وتعتمد على ألحان ذات ايقاع محبب للطفل، وأحياناً يتم أخذ ألحان وكلمات لأغان أجنبية وإعداد نسخة عربية منها.

قنوات الأطفال تسبب مرض التوحد

نعم، أخطر ما تتركه هذه القنوات من آثار سلبية على نفسية الطفل وصحته الذهنية هي الأمراض التي حذر منها الاستشاري النفسي والتربوي الدكتور مصطفى أبو سعد في دراسة له من خطورة تعرض الأطفال في سن مبكرة لقنوات الأطفال مثل طيور الجنة التي تعرض الأناشيد والغناء والرقص.

وقد أكد الدكتور أبو سعد تشابه أعراض الإصابة بالتوحد أو ” الذاتية” وأعراض من أسماهم ” ضحايا” هذه القنوات.. وشدد الدكتور في علم النفس التربوي، وفق ما أدلى به لإحدى الجرائد البريطانية، أن تعرض الأطفال دون سن الثالثة لهذه القنوات يؤثر على قدراتهم لاسيما في النطق والتواصل الاجتماعي والذاكرة الخيالية.

وفي كتابه ” أطفال مزعجون” يشير الدكتور مصطفى أبو سعد الى بعض الأعراض الناتجة عن هذه القنوات التي تعتمد على اللحن والرقص وهي ذاتها أعراض مرض التوحد كما يلي:

  • عدم استجابة الطفل عند مناداته.
  • اللعب بمفرده دوماً
  • الحركة المفرطة أو الخمول
  • عدم إدراك الخطر
  • عدم التواصل البصري
  • نوبات من البكاء أو الضحك المفاجئة

وقد لا تكون هذه الأعراض بالضرورة دالة على إصابة الطفل بمرض التوحد بل هي مؤشرات للإسراع بمراجعة مختص.

ويشير الباحث إلى أن ظاهرة تعسر نطق الأطفال إلى سن متأخرة وظهور أعراض طيف توحدي وتشتت الانتباه برزت كثيراً في الفترة الأخيرة، وأنها أعراض ملازمة للطفل الذي يتعرض وبشكل مستمر لشاشة التلفاز، وبخاصة الأطفال ممن هم أقل من عمر ثلاث سنوات والذين لم يبدأوا تعلم النطق والكلام بعد، موصيا بانتقاء ما يناسب عقل الطفل وإدراكه وليس جميع برامج التلفاز.

ويقول الدكتور أبو سعد ” هناك برامج متخصصة للأطفال في تعليميهم أسماء الأشياء حولهم لا تلك التي تعرض أغاني أو أناشيد متواصلة مع حركات راقصة لا تساهم إلا في صمت الطفل وإبعاده عن محيطه” .

ويلفت أبو سعد أن الطفل يكون تحت تأثير صور سريعة لأطفال وكبار أيضا بين الرقص والحركة، إلى جانب موسيقى والإيقاعات وبلهجات غريبة عن الكلمات المتداولة في حياة الطفل، ليصبَّ كل تركيزه على الإيقاع لكونه لا يفهم الكلمات، ليصبح بعدها مركزا على الشاشة عديم النطق قد يرافقه تشتت في الانتباه لمحيطه بعيدا عن تلك الشاشة.

تقييم المادة الموجهة للطفل في قنوات كراميش وطيور الجنة

من الواضح أن هذه القنوات خصوصاً طيور الجنة وكراميش هدفها بالدرجة الأولى جذب الأطفال لفترات طويلة، وجعل الأهالي يوجهون شاشات التلفاز في المنزل لأطفالهم بهدف إشغالهم في المنزل، بدلاً من اللعب معهم وجعلهم يتفاعلون أكثر مع المجتمع المحيط.

ولو تابعنا لساعة واحدة احدى هذه القنوات لوجدنا أن اللحن هو أهم عنصر لجذب المشاهد، بينما نجد أن الكلمات المستخدمة عشوائية بمعظمها، وأن الأشخاص الذين يكتبون للأغنية غير ملمين باللغة العربية، إنما يتم إنشاء جمل عبثية ودمج العربية الفصحى بالعامية بهدف الوصول إلى أغنية للحن ما، والأمثلة كثيرة من أغاني هاتين القناتين وغيرها.

وإدخال اللغة الانكليزية أيضاً يتم دون الرجوع لأخصائيين في تعليم اللغات الأجنبية، فنلاحظ أن هذه القنوات تعتمد على تعليم الطفل الترجمة الحرفية بدلاً من تعلم اللغة بأساليب علمية صدر فيها دراسات عديدة، فلا يجوز مثلاً تلقين الطفل الألوان بالعربية إلى جانب الانكليزية، كأن تقول الأغنية “أصفر أصفر أصفر.. أنا في الموز موجود … أصفر Yellow” كما في احدى أغاني قناة طيور الجنة.

فالطفل في هذه الحالة سيربط دائماً كلمة أصفر بكلمة Yellow ولن يستطيع الفصل بينهما، بينما لو تم عرض اللون الأصفر واستخدام الاسم الانكليزي لكان ذلك كافياً لتعليم الطفل المصطلحات دون إدخال اللغة العربية في الترجمة.

إذا الجانب التربوي غائب في هذه القنوات، ولا يوجد أي أساس علمي في تقديم المعلومة للطفل، واللغة المستخدمة في الأغاني ستعرض قدرة الطفل في المستقبل على إتقان اللغة العربية الفصحى، وقد نواجه أجيالاً من الأطفال تحفظ الشعر الركيك ولاتجيد كتابة النصوص الأدبية والقوافي السليمة. كما أن تعلم اللغة الانكليزية سيكون بالطريقة القديمة العشوائية المبنية على الترجمة الحرفية بعيداً عن المناهج الأصيلة التي تُعنى بتعليم اللغات وفقاً لنظريات علماء اللغة.

الحل البديل لقنوات الغناء الموجهة للأطفال

يوصي الاستشاري التربوي الآباء بإبعاد أبنائهم كليا عن قنوات الرقص والغناء ومحاورتهم يوميا لمدة ساعة على فترات من 20 دقيقة، وقراءة القصص لهم بصوت مرتفع وبطيء والتركيز على مخارج الحروف وتكرار الجمل، وإشراكهم مع مجموعة من الأطفال في اللعب، مع اعتماد فترات للتلوين واللعب بالطين وضمهم وحضنهم لتهدئتهم من آثار الرقص والغناء.

أيها الأب وأيتها الأم، هناك عبثية واضحة في انتقاء الأغاني وكتابة كلماتها، وطفلكم لا يستطيع التمييز بين ما يضره وينفعه، لذا توقفوا عن تعريض أولادكم لهذه القنوات العشوائية، واستعينوا بفيديوهات تربوية قد تجدونها على الانترنت وتختارونها بأنفسكم لتعليم أطفالكم بالأسلوب الغنائي أو باقي الأساليب المتبعة والمقررة علمياً.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *